نحن والمغرب وأزمة الخليج
عندما انفجرت الأزمة في الخليج،بين الإمارات والمملكة العربية السعودية من جهة ودولة قطر من جهة أخرى،تبنت الإمارات و المملكة العربية السعودية أطروحة بوش،”من ليس معنا فهو ضدنا”،مطالبة الدول العربية التي تتلقى مساعدات منهما بالإختيار بين العلاقات مع قطر أو العلاقات معهما.
كانت المملكة المغربية اول دولة ترد بإرسال طائرات محملة بالمواد الغذائية إلى قطر المحاصرة من طرف شقيقتيها،السعودية و الإمارات.
وغير بعيد من المملكة المغربية،كانت الجمهورية الإسلامية الموريتانية تعلن قطع أقدم علاقات لها في الخليج،مع دولة قطر الشقيقة دون سبب،بل وذهبت ابعد من ذلك إلى وصفها بكل الأوصاف التي أملتها الدولتان الشفيقتان.
بعد فترة قليلة زار الملك سلمان ،المملكة المغربية،حيث أمضى عطلته السنوية،التي انعشت الاقتصاد المغربي،ولأول مرة لم يستقبل الملك السعودية من طرف الملك المغربي،بل أرسل له وزيره الأول،الذي يصنف سعوديا إرهابيا.
ورغم ذلك،ظلت المملكة العربية السعودية،تنشد ود المملكة المغربية،وتقدم لها ماكانت تقدمه قبل الأزمة،بل زادت في احترامها لها.
اليوم تأتي دولة الإمارات العربية المتحدة،لتصطف إلى جانب المملكة المغربية،في أهم ملف لديها،ملف الصحراء،بفتح قنصلية لها في مدينة لعيون عاصمة الإقليم ،وهو موقف لم تقفه حتى الدول الأكثر صداقة للمغرب،ناهيك عن حجم الاستثمارات التي نفذتها الإمارات في المملكة المغربية،منذ اندلاع الأزمة.
أما نحن في الجمهورية الإسلامية الموريتانية،فلأننا وقفنا وقفة الضعيف،الذليل الذي يملى عليه،فلم نحصل على دعم مادي ولا معنوي،بل أكتفينا بالوعود ،مثل مستشفى الملك سلمان وملياري محمد بن زايد،ورضينا بالمذلة والهوان.
علينا اليوم أن ننظر بكل شجاعة إلى ما أوصلنا له تنازلنا عن كرامتنا ووقوفنا موقف الضعيف والذليل،وما اوصل موقف المملكة بالحفاظ على كرامتها ووقوفها موقف القوي الفخور بنفسه،ونحاول مراجعة خطأنا وتصحيحه،خصوصا أن موروثنا الثقافي يقول :”نبغيلك بغيك يغير ما نكره لك كرهك”…
لقد ربحت المغرب المواقف السياسية،والتعاون الاقتصادي،والعلاقات الندية مع دول الحليج،وخسرنا نحن المواقف السياسية والتعاون الإقتصادي و العلاقات الندية مع دول الخليج…
أبو معتز