الوساطة الموريتانية بوابة الحل- محمد احمد المحبوبى

لا يختلف اثنان اليوم حول شدة وتعاظم وعمق التحديات التي تواجه منطقة الساحل من شرقها الى غربها ويعلم القاصي قبل الدانى ان الحلول لن تكون إلا محلية وان السماء لاتمطر السلام بل يصنعه الفاعلون الوطنيون وأن العلاقات الدولية كانت ولاتزال علاقات انتهازية منفعية تحكمها محددات جيو سياسية تتجاوز الساحل وإفريقيا خاصة في وضعية الاستقطاب الراهنة والرابح فيها من كان واقعيا وعمل لبلده وترك الشؤون الداخلية للغير.

ويلاحظ المراقب الموضوعي ان السياسة الخارجية لموريتانيا كانت دائما من اختصاص رئيس الدولة وكانت ولحد الساعة قد آتت اكلها واليوم ونظرا لتعدد واتشعب تلك التحديات وكثرتها فإن النأي بموريتانيا عن الدخول في معمعان التموقع هنا او هناك قد يكون الطريق الأسلم لتجاوز تلك الأزمات وتفادى تأثيراتها المباشرة.

إلا اننا وانطلاقا من موقعنا كدولة عضو في الاتحاد الإفريقي وعضو مؤسس في مجموعة الساحل الخمس وعضو ميداني نشط في مختلف التجمعات الإقليمية يكن لنا الجميع قدرا كبيرا من الاحترام كما اننا نتمتع بعلاقات وممتازة مع فرنسا التي تبقى لها كلمتها في وحضورها شئنا ذلك ام ابينا وهى كلها محددات فاعلة في المشكل النيجيري

من خلال قراءة الوضعية الراهنة أجد انه من اللازم القيام بمبادرة موريتانية أصيلة تمزج النافع بالطيب ربما تكون المخرج للجميع من المأزق النيجري. وذلك اعتمادا على المؤشرات التالية:

ان رئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ الغزواني ربما يكون الوحيد من بين مختلف الفاعلين الذي يتمتع برصيد من السمعة والرزانة والدبلوماسية بمختلف ابعادها _الدينية والعسكرية والاستخباراتية والمالية والاقتصادية والاجتماعية – التي تمكنه من لعب دور أساسي قد لا يتمكن غيره من لعبه
يتمتع بعلاقات جيدة مع الرئيس المخلوع السيد محمد بازوم ومع رؤساء مجموعة غرب افريقيا و
علاقات جيدة بل مع الجزائر واتشاد
كما ان الانقلاب وقع وهو ضيف شرف لدى جمهورية الصين الشعبية
بعدها مر مرور الكرام بفرنسا
وربما سيشارك غدا في قمة المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا
كما انه اخذ آراء طيف هام ومهم من المعارضة التقليدية الموريتانية اعنى السيد أحمد داداه والسيد محمد مولود
ثم ان آراء الخبراء والمحللين ومنظمات المجتمع المدني الموريتانية تكاد تتطابق في معظمها على ضرورة اتخاذ قرار من هذا القبيل يصون للانقلابين وجوههم وربما من خلاله نتفادى الدخول في وحل الساحل المغمور أصلا بالأزمات والمحاط بها من مختلف حدوده.
إضافة الى إن الطريقة التي تم بها تسيير الملف المالي والبوركنابى وقبلهما تسيير الملف الإرهابي كانت الطريقة الأمثل او ربما أفضل الممكن من المتاح
وأخيرا وليس آخرا أن موريتانيا مثلث دوما درسا في الدبلوماسية المحايدة الهادئة التي نحن في أمس الحاجة اليها اليوم.
فالساحل الآن في حاجة الى القيام بحرب على الفساد والجوع والفقر والبطالة والارتماء في حاجة الى العقلاء الوطنيين الذين لا يجاملون في المصلحة الوطنية الذين يتمتعون بنوع من الاستقلالية في القرار ولديهم حس مواطناتي وأخلاقي تلكم وجهة نظر أرى انها موضوعية لكنها وصفة دوائية تنتهي صلاحيتها بانتهاء يوم الخميس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى