قراءة في التغييرات العسكرية والأمنية

عرفت التشكيلات العسكرية والأمنية اليوم،أوسع تغييرات ،منذ تسلم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للحكم.
ومن المعلوم أن تغييرات بهذا الحجم لا يمكن أن تأتي من فراغ،كما أنه لا يمكن أن تنجو الساحة العسكرية والأمنية والسياسية في البلاد من تأثيرها.
وللإحطة بدلالاتها العسكرية والسياسية،استضافت صحيفة الإخباري الألكترونية،النقيب السابق أبريكه ولد أمبارك،أحد أبناء المؤسسة العسكرية،وأحد القادة السياسيين،الذي أشرف على أكبر تنظيم سياسي بعد حزب الشعب(هياكل تهذيب الجماهير)،وحكم البلاد أكثر من خمس سنوات،ولا زال رجاله يؤثرون في القرار،سواء في الموالاة أو المعارضة.
يرى النقيب السابق أبريكه ولد أمبارك،أنه من الطبيعي بالنسبة للحاكم الجديد،أن يبدأ حكمه بترتيب البيت العسكري والأمنية،لأهما دعائم أي حكم وأساساته ،التي تضمن إستقراره واستمراره ،للوصول إلى الأهداف التي رسمها.
غير أن تأخير الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني،في هذه الخطوة،دليل على أنه يعمل حسب أجندة منبثقة عن دراسة،خاصة أنه إبن المؤسستين العسكرية والأمنية،ويعرف كل أفرادها،وقد مكنه التروي من اختيار كل رجل منها للمكان الذي يناسبه.
ويرى أبريكه أن هذه التغييرات تعكس أهم صفات الرئيس وهي الأخلاق،فهذا أول تغيير يحمل دلالة بالنسبة لي،حيث أحترم تسلسل الأقدمية والكفاءة والخبرة.
فأختياره الفريق محمد ولد مكت لقيادة الجيوش،وهو الرجل الذي تشهد له المؤسسة العسكرية بالخبرة والكفاءة والإنضباط،ويمكننا القول إنه بحق الرجل المناسب في المكان المناسب،وهو نفس الشيء بالنسبة لبقية القادة العسكريين،الذين عين كل منهم في المكان الذي يناسبه.
ويرى النقيب السابق،أن هذه التعيينات ستعيد للمسسة العسكرية لحمتها،فهؤلاء الرجال اليوم لا شك أنهم سيعيدون الإعتبار للضباط وضباط الصف والجنود المتقاعدين،بصفتهم خدموا بلدهم وقدموا لها شبابهم.
لقد عرف المتقاعدون من أفراد الأسرة العسكرية في الفترة الماضية،إهمالا وعدم إهتمام،لدرجة أنهم في بعض الأحيان لا يجدون تقديرا كمواطنين عاديين.
كما يرى أبريكه،أن هذه التغييرات تفند ما يروج له البعض من ضعف الرئيس،لأنها أثبتت أنه يعرف ما يفعل ويعرف كذلك الوقت الذي يفعل فيه،لكنه لا يتصرف بتأثير من المنتقدين،بل يتصرف انطلاقا من نتائج دراسته وإستشارات طاقمه الذي يثق فيه.
كما يرى أنها رسالة للسياسيين بأن الرئيس يعرف ماذا عليه أن يفعل ومتى يفعله،ولا تحركه رغبات الناس ولا استعجالها.
كذلك ظهر أن الرئيس محمد ولد الغزواني لا يريد تصفية حسابات ويعطي لكل واحد الوقت حتى يثبت كفاءته.

ويرى النقيب أن هذه التغييرات لابد أن تكون لها انعكاسات على السياسة،فبصته أشرف على أكبر تنظيم سياسي(هياكل تهذيب الجماهير) بعد حزب الشعب وحكم البلاد لفترة من الزمن،أن أي نظام يحتاج لتنظيم سياسي،يكون على صلة بالمواطنين لتوعيتهم على الأدوار التي عليهم لعبها في إطار تسيير المدينة،وهذا الدور في هذا التنظيم يجب أن تكون قيدته بيد الحزب الحاكم،وتدعمه أحزام الموالاة التي سيكون عليها التعاون مع أحزاب المعارضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى