أحداث 89 في مذكرات الرئيس السنغالي عبد ديوف(ح5)
بالعودة إلى أكلود سلبرزاهن،صديقنا الذي كان في ذلك الوقت يتقلد منصب المدير العام لأمن الدولة الفرنسية،بعد أن تقلد مناصب عديد منها على الخصوص حاكم ولاية.
اتصل بي يوما ليقول:”أخي العزيز،أرى أن كل الذين حاولوا حل هذه المشكلة قد فشلوا.لن ينجح أحد ما دامت تصريحات الوسطاء علنية،لأن وراء كل واحد منكم رأيه العام،وسينتهي الأمر إلى فراغ.
أنا أقترح عليكم حلا سريا،يعين كل واحد منكم ممثلا شخصيا عنه ويأتيا إلى هنا ،إلى المسبح(كناية المبنى المجاور لمقر الاستخبارات الفرنسية) ،لنجتمع وننطلق من النقطة الأسهل إلى النقطة الأصعب ،وأظن أنه بهذه الطريقة سنصل إلى حل المشكلة”.
وافقت على المقترح، وفعل الرئيس الطايع نفس الشيء،وانطلقت الماكينة.
أرسلت قائد أركاني الخاصة الجنرال دودو جوب،ضابط وحدة القناصة،يجمع بين الحزم والدبلوماسية،وبعث الرئيس الطايع مستشاره الدبلوماسي.
اجتمع المبعوثان في سرية تامة وسهلا المصاعب دون أن يعلم أحد.
بعد أن وافقت حكومتانا،أرسلنا وزيري خارجتنا للتصريح في بيساو،وتوقيع اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية والجوية..إلخ.
هكذا استطعنا الخروج من هذه الأزمة،وهنا أعبر عن تقديري لصديقي أكلود سيلبرزاهن الذي مكنتنا فكرته من حل هذه المشكلة الأليمة.
بخصوص الأزمة السنغالية الموريتانية ،يجب أن أعترف أنني لاقيت مصاعب كثيرة مع بعض الشخصيات السنغالية في منطقة النهر(المحاذية لموريتانيا).
لم تكن هذه الشخصيات تريد حلا سلميا بالطرق الدبلوماسية،بل كانت تريد الحرب الفعلية مع موريتانيا.
أذكر على وجه الخصوص شخصيتين كنت أكن لهما الكثير من التقدير والإحترام وهما:…..” (يتواصل)
ترجمة الإخباري