الخطر ليس الشيعة بل إيران
عندما وصل خميني للحكم في إيران،كان الإسلام دينا واحدا،وكان المسلمون إخوة كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
خرج المسلمون للشارع لتحية الثورة “الإسلامية”،من جاكارتا إلى نواكشوط.لم يكن أحد يتصور أن هناك فرق بين المسلمين رغم تعدد مذاهبهم،أو هكذا كان الأمر وقت وصول الخميني.
لكن الخميني كان يخفي هدفه الحقيقي،الذي استخدم الإسلام قناعا له،ألا وهو استعادة أمجاد الإبراطورية الفارسية-عبدة النار وحجاج حفرة أبي لؤلؤة- على حساب الأمة العربية،التي قاد أبناؤها معركة القادسية التي مرغت أنف كسرا في التراب،وذلك من خلال زرع الخلاف الطائفي بين سكان الدول العربية.
بدأ مشروعه بشن الحرب على العراق،الذي فهم غاية مشروعه مبكرا،ورفض أن يلعب لعبته القذرة.
خاض العراق تلك الحرب التي استمرت قرابة العقد من الزمن،وهو موحد رغم تعدده المذهبي،كان أبناء الطائفة الشيعية هم رأس الحربة في الجيش العراقي،وكانت مدينة قم “المقدسة”،أكبر أهدافهم.
أنتهت الحرب بتجرع الخميني ما هو أمر من كأس السم،وخرج العراق منتصرا موحدا بسنته وشيعته.
كان ذلك الدرس الذي رفض أعداء الأمة فهمه،وعملوا على تأويله تأويلا بعيدا.
لم يستسلم خلفاء الخميني وساعدهم طمع المتسيسين بالدين في الوصول للحكم،وتجيش الجميع في أكبر حلف في التاريخ،لقتل أستاذ الدرس وطلابه،وحرق الورقة التي كتب عليها ذلك الدرس…سقط العراق وانطلقت أبواق الفتنة في كل الدول العربية،وانقسم شعب كل بلد عربي إلى سنة وشيعة،تحتم نتيجة المتتالية زوال أحدهما.
تلك هي الحقيقة التي أدركها من وقفوا مع الخميني من متسيسي الدين من أجل الوصول للسلطة ولا زالوا يخفونها ،طمعا في أن يكونوا الفرقة الناجية،ليس في الآخرة بل في الدنيا ،للوصول للحكم.
إن الحقيقة المخفية هي أن الخطر ليس في الشيعة،فنحن أهل هذا البلد شيعة محمد وآل بيته،وكل مسلم حقيقي يجب أن يكون كذلك،بل الخطر الحقيقي هو إيران الفارسية حاملة الثأثر من العرب الذين كسروا إيوانها وأطفؤوا نارها باسم رسالة الإسلام الذي لن يقبل من أحد غيره دينا والتي تراهن على تقسيم العرب إلى شيعة وسنة يتناحرون قاتلهم ومقتولهم في النار.
أبو معتز