نكتة تخليد المقاومة
عندما هزمت الإمبراطورية اليبانية في الحرب العالمية الثانية وإجبرت على الإستسلام،اشترطت لتوقيع معاهدة الإستسلام شرطين لتوقيع تلك المعاهدة.
الشرط الأول أن تترك لها لغتها ولا تستبدل بلغة المتغلب
الشرط الثاني أن يترك لها إمبراطورها.
ما يهمنا هو الشرط الأول الذي يستحق استخلاص دروسه،أي الاحتفاظ باللغة التي تظل الضامن الوحيد للإستقلال من قيود المستعمر والدافع القوي لأي تنمية وازدهار مثل الحالة اليابانية.
أصبحت إثارة هذا الشرط اليوم تفرض نفسها بالنسبة لنا نحن الموريتانيين،لأن رئيسنا تغني بالمقاومة وأبطالها ودفعه الحماس لها بأن فكر في تغيير العلم والنشيد الوطنيين ليرمز لما يخلد أبطالها.
لكن رئيسنا كذلك فرض لغة المستعمر في منا هجنا التربوية،حتى على ألائك الذين أنهوا تعليمهم الثانوي بالعربية فرضت عليهم لغة المستعمر على حساب لغتهم،فمنهم من استسلم وكان مصيره الفشل في الدراسة،ومنهم من ترك الدراسة ليصبح في أحسن الأحوال بائعا متجولا،أما الذين تخرجوا بلغتهم فقد تقسموا بين من هاجر ومن أصبح مسير حنفية لبيع الماء لعربات الحمير ومن أصبح “حلاب للسماء”.
لم تصل اليابان إلى ما وصلت إليه من تقدم علمي أعاد لها أمجادها إلا بفضل حرصها على الاحتفاظ بلغتها،لأن الأمم لا تتقدم ولا تبدع إلا بلغتها.
فلماذا يتنازل الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن لغتنا بهذه السهولة؟
لنحسن الظن ونقول إنه فعل ذلك لأن من سبقوه كانوا يفعلونه وعلى طريقة الجاهليين”إنا وجدنا آباءنا على ملة…”،لكنه هو أراد أن يتميز بالوطنية وحب المقاومة التي دفع أبطالها أرواحهم للتخلص من المستعمر ،لذلك عليه أن يعرف أن تخليد شهداء المقاومة الذي يسعى من أجله،سيظل نكتة مبكية ما دام يقبل بالتنازل عن لغة البلاد بهذه السهولة.
الإخباري