اتفاق كيدال:عصفورين بحجر واحد
لم يفهم كثيرون سبب التثمين المالي للاتفاق الذي وقعه محمد ولد عبد العزيز ،لوقف إطلاق النار بين القوات المالية والمقاتلين في إقليم كيدال .وذهب البعض إلى أن الاتفاق كان محضرا من طرف الأمم المتحدة وفرنسا وأن محمد ولد عبد العزيز لعب دور
“الكومبارس” فقط ،ليستغل ذلك في حملته الرئاسية محليا وفي مأموريته الإفريقية دوليا.
بخلاف الاتفاقات السابقة بين الحكومة المالية والمقاتلين الأزواديين ، لم يوقع هذا الاتفاق في فنادق الخمس نجوم وخارج البلد المعني ،بل وقع في ساحة المعركة وتحت أشعة الشمس الحارقة وفي جو يعبق برائحة البارود والدم.
الاتفاقات السابقة كانت تبرم بين سياسيين ،بعيدين في أغلب الأحيان عن ساحة المعركة ،ولا يملكون سلطة قيادية على المقاتلين ،بخلاف اتفاق كيدال الذي وقعه محمد أغ ناجم ، الذي يعتبر قائد عمليات ،بعيدا عن القادة السياسيين الذين ظلوا يحتكرون تمثيل المقاتلين الأزواديين دون الرجوع لهم مثل:بلال أغ شريف ،محمد ادييري ، موسى أغ آساريد…..
منذ توقيع هذا الاتفاق ،أصبح الحديث مباشرة مع المجموعات المسلحة مباشرة ،دون وساطة الجناح السياسي لتلك الحركات ،والذي أصبح مهمشا ،كما أصبحت الاتفاقات التي تم التوصل إليها معه قد تصبح في طي النسيان.
من هنا يمكننا القول إن ولد عبد العزيز ضرب عصفورين بحجر واحد ،من خلال توقيعه شخصيا عن الحكومة المالية ومباشرة مع حاملي السلاح ،على اتفاق كيدال.
العصفور الأول ، نجاحه في تنصيب نفسه ممثلا للطرف المالي أمام المجموعات المسلحة ،وهو ما يضمن له دورا دائما في الإقليم ،يحلم به أي حاكم في المنطقة.
العصفور الثاني ،ابعاد جماعة وغادوغو من اللعبة وبالتالي تحييد غريمه أبليز كومباوري عن دور كان يحتكره في المنطقة وكان مزعجا بالنسبة لولد عبد العزيز.