الجمعة ، الأحد ،المبررون..والسخرية من المواطن

عندما غير الرئيس الأسبق محمد خون ولد هيدالة عطلة الأسبوع من يوم الأحد إلى يوم الجمعة ، تسابق المبررون لهذا القرار ،فجاء العلماء والأئمة ليقنعوا المواطن المسكين بأن هذا القرار هو رجوع إلى المحجة البيضاء ونوبة إلى الله تعالى.

وجاء السياسيون ليقنعوا المواطن أن هذا القرار هو الحلقة المفقودة من الاستقلال الوطني الذي لم يكتمل إلا بهذا القرار.

وعندما قرر الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع الرجوع عن المحجة البيضاء والتخلي عن الحلقة المفقودة من الاستقلال ،جاء الفقهاء ليقولوا لنا إن المحجة البضاء ليست بالأيام وإن الأيام كلها لله ،وإن الرسول صلى عليه وسلم لم يعطل يوم الجمعة،وجاء السياسيون ليقنعوا المواطن بأن التعطيل يوم الأحد يعيدنا للتواصل مع بقية سكان كوكب الأرض.

كان يمكن أن نعتبر الأمر مجرد خلاف في الرأي ،لولا أنه تكرر بتكرار الحدث نفسه ،مع الرئيس سيد ولد الشيخ عبد الله واليوم مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز.

نفس الجمل التي نطقت مع ولد هيدالة كررت مع ولد الشيخ عبد الله ونفس ما قيل لولد الطايع كرر مع ولد عبد العزيز.

إنه الاستهزاء بهذا المواطن المسكين ،عندما نقول له إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعطل يوم الجمعة ،لنجعله يتخيل أنه كان يعطل يوم الأحد ،ونقول له إن العمل يوم الجمعة يجعلنا على اتصال بالعالم ،وكأن الأرض ليست كروية وليل شطرها نهار شطرها الآخر.

لقد كان الأجدر بالعلماء أن لا يدخلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في عطل الدولة التي تتغير حسب مزاج الحاكم ،وبالسياسيين عدم إدخال التواصل بالأسوق المالية في العطل،لأن أكبر متعاطي الأسواق يعطلون في أيام مختلفة.

كما كان على النظام أن لا يبرر قرارات الدولة بهذا النوع من المبررات ، التي ربما تصبح واهية غدا إذا تغير النظام ،لأن التبرير الوحيد الذي سيصمد حتى بعد تغيير الحاكم والحكم هو أن هذا قرار الدولة وقرارات الدولة لا تحتاج إلى التبرير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى