بلا عنوان
صحيح أن اللغة التي تحدث بها الرئيس،مسعود ولد بلخير،في نقده للنظام،لم تكن تناسبه،لا من حيث السن ولا من حيث التجربة السساسية،ولا التجربة الإدارية،كرجل دولة.
وصحيح كذلك ان صدور تلك العبارات،والكشف عن تلك الرؤية،لمجتمع هش كمجتمعنا،تصبح خطرا على مستقبل التعايش،الذي يجب ان يظل الهم الأكبر لكل مواطن واع خطورة استحالته،أمر مؤسف ،خاصة إذا كان صادرا عن مرجعية مثل الرئيس مسعود.
صحيح أيضا ان ما قاله الرئيس مسعود في حالة غضب ـ ليس علينا البحث عن أسبابه ـ هو نفس ما تقوله أغلب النخب الوطنية،في المقاهي والصالونات،وهو كذلك ما يقوله أغلب المواطنين لتخفيف الضغط النفسي أثناء رحلة العودة المسائية إلى أحيائهم البائسة.
وحدهم مهرجو النظام الذين يقتصر دورهم على رسم ضحكة زائفة على شفهاه سكان القصر ورواده، كما تفعل علبة النقود،التي عرفناها في طفولتنا،حيث نضع قطعة نقدية في فتحتها وتخرج تلك الأصابع وتستلمها ثم ينفجر ضاحكا ونضحك نحن ببراءة،وحدهم هؤلاء سيهاجمون مسعود ويصفونه بأبشع الأوصاف،ضاربين عرض الحائط بكل التواضعات التي تفرض احترامه،أما الناصحون للنظام فسيقولون له،لقد دق مسعود ناقوس الخطر،ففتش يا فخامة الرئيس عن الخلل…