السمك وحقوق الإنسان

قد يبدو الربط بين السمك وحقوق الإنسان،في أول وهلة ،نوع من الهلوسة ،لكن الهجمة الأخيرة للبرلمان الأوروبي على بلادنا ،تعطي لهذا الربط دلالة أخرى،هي ببساطة الإبتزاز.

أعطونا سمككم وإلا سندرجكم على قائمة البلدان التي تمارس العبودية وتنتهك حقوق الإنسان.

لقد قالها ولد عبد العزيز بملء فمه وعلى الأثير،وهي الحقيقة سواء اتفقنا معه أو اختلفنا “كل ذلك من أجل السمك”.

و إلا فأين البرلمان الأوروبي راعي حقوق الإنسان – إذا كان الأمر جرد حقوق إنسان – من ما شاهده العالم بأسره من تعذيب وتنكيل في سجون أبوغريب وفي اغوانتانامو وفي السجون العراقية الحليفة له اليوم والسجون السرية الموجودة في كل بلد من بلدانه..؟

وأين هو من إبادة الأطفال الأبرياء العزل ،المحتمين في مدارس الأمم المتحدة في غزة؟

أين هو من آلاف الأرواح البشرية ،التي تقذفها الأمواج على شواطئ بلاده يوميا ،من المهاجرين الذين أفقرت بلاده بلادهم وعبدت أسلافهم ،الذين حملتهم كالفئران في المراكب لتبيعهم عبيدا،ولم تعتذر لهم حتى اليوم؟

تلك هي حقوق الإنسان الحقيقة بالنسبة للغرب عامة والاتحاد الأوروبي خاصة،ورقة يبتز بها عندما يريد سمكنا أو حديدنا أو ذهبنا …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى